السبت، 20 نوفمبر 2021

لست شجاعاً للراقي ابراهيم العمر

 لست شجاعا 

إبراهيم العمر

أنا لست شجاعا كما قد يظن البعض,
أتآكل في المواقف الصعبة,
يخدش الرعب والخوف في أحشائي,
يصعقني الظلام والغموض والمجهول.
قد لا أتمكن, دائما, من إخفاء هذا النهش في داخلي,
قد لا أسيطر على الإهتزاز والرجفة والفوران والغليان تحت جلدي؛
لكنني أتعايش مع خوفي وضعفي,
أستسلم له,
أترك العنان لمخاوفي,
أتفاعل معها,
أنصهر,
أعيشها في أدق التفاصيل,
أضخمها,
أتمدد على مساحات أكبر من التجارب التي خبرتها في تاريخي,
وأكبر من الخوف نفسه,
أصنع لنفسي أبعادا جديدة من العتمة والإرتباك,
وأملأها حتى النهايات,
أفيض عنها مثل المعادن السائلة,
أتخطاها,
أتلاقى,
بكل عزم وإصرار,
مع النية والوعد والقرار.
الناس لا ترى إلاّ الظواهر الخارجية,
ولا ترى إلاّ النتائج والأبعاد,
الناس لا ترى المعادن الصلبة وهي سائلة,
ولا تمشي على المسطحات المائية,
ولا تفتش في الظلام,
ولا تلمس الجمر.
الناس لا تصنع أبطالا من ورق,
ولا زوارقا من إسفنج,
الناس لا تسمع الأنين,
ولا تتعاطف مع الدموع,
الناس لا تتلمس إلاّ ما يظهر ويطفو,
ولا تدوس على ألواح الثلج العائمة.
أنا لا أتشارك,
في أماكن كثيرة,
مع الكثير من الناس.
تلك هي ظاهرة,
عجينة,
وقد تكون أي شيء؛
لكن, بالتأكيد, ليست ميزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة منطقية بقلم المبدعة مليكة بن قالة

 رسالة منطقية وكأنها غفوة جفن في لحظة أرق." وكأنها كابوس مرعب في لحظة أطمئنان." تركتَ بداخلها موتًا يلائم وحدتها." ‏ما عادت ت...