شاطيء الذكرى
جئت لأزور معالم الزمان و المكان
و أخفف وطأة الحنين و الحرمان
لأسرق ساعة عشناها في أمان
و رعشة كانت في القلب و لا تزل
هنا كان اللقاء و كان ما كان
خاطبتني عيناه بأحلى الجمل
عرفت معه الحب و حديث المقل
وكيف تتعانق العيون بلا خجل
و تنطق حروف العناق و القبل
هنا عيوني كانت تجيبه إذا سأل
و الرمش يسافر إليه على عجل
دون ارتباك دون خوف ولا ملل
همسه للقلب كالسيف يتسلل
بسمة عاشقة تهوى العناق و القبل
عصفورين كنا على بساط الهوى
نرسم على الرمال خيط حينا الأول
و حمرة الشفق نحو الغروب تتسلل
زرت المكان لأنسى الهم و الملل
حاملة في قلبي حقيبة الماضي
تدفعني جرأة الحنين و الفضول
استفاق جرح الأمس كالسم المعسول
أقدام الخطى غطتها صفحة الرمال
هاجمها الموج و تنكرت لها الفصول
كيف يا شط أصابك مثلي الخمول
أين منك يا شاطيء حديث الغروب
كنت أحسب بهجة أيامك لا تزول
و دفء الشمس على صخرك لا يذوب
ما لها يا بحر مالت للأفول ؟؟؟؟؟؟
أين أمواج كانت تسبقنا للكلام
تشاركنا حديث الحب و الغرام
عم الصمت بين أرجاء المكان
جئتك اليوم لأنسى هوس الحنين
فزادني غيمك جرح فوق الأنين
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق