جراح الأماكن
لا زلت أنتظر الطريق التي فرقتنا
لا زلت أحمل في كفي قلبي و أضمد جراحي في انتظار الغد البعيد , حاولت أن أحطم أسوار الصمت و الألم , و أمحي ما خط المداد و القلم. و أمزق صور الذكرى وأقفل باب الندم. لكن هيهات وجدت نفسي مشلولا عن نسيان الماضي و آهاته.وحمولته و قسوته. , أنظر الى الطريق التي جمعتنا بالأمس أراها خالية موحشة. تحول كل ما فيها الى أشواك دامية. و أثار أقدام حافية. . لا تزال رائحة الأمس تعانقها و رماد الحنين يعريها كل ما هبت عليه رياح الذكرى ,
لماذا تصنع الأماكن فينا وطنا للحزن ؟؟لماذا تحطمنا فوق صخرة الأمل البعيد ؟؟ لماذا نعجزعن الهروب منها ؟؟ لماذا نستسلم لجبروتها و قسوتها ؟؟؟ لماذا يقتلنا الحلم الضائع .و يخيم عليه صمت المواجع ؟؟؟؟و تغيب الاسباب و الدوافع .كل هذا لأن أماكن الذكرى تسكننا و نسكنها نتعايش معها ننام و نستيقظ و هي ملتصقة بالنبض تتحكم في وثيرته تجبره على حب الانتظار و اتقان لغة الصمت .و شوق اللقاء. تعلمنا كيف نتناسى و لا ننسى ,تعلمنا كيف نبكي بلا دموع وكيف يذيبنا لهيبها قطرة قطرة مثل الشموع.
ذكريات الأماكن جراح فوق العادة وفوق الإرادة. و فوق القلب. و فوق المشاعر .لهذا لا تنسى
هكذا تتوالى جراح الأماكن و المواقع و يبقى بابها مفتوحا على مصراعيه في القلب. في انتظار جرح جديد
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق