متهمة
راوية شعيبي------------------
من يتهم الصمت بالبرود
و يشكك في صدق الشعور
قولي له : تعال و سل الدموع المحترقة
على ضفاف فنجان الصبر
يتصاعد وجه من دخان
لسواحل أشتاق لحظها
في كومة الحزن الكثيفة
و غرقه الأسود
مرآة تخبئ أحزانا عتيقة ...
لذاكرة ظلالها عرجاء ...
هنا في قاعه...
تنغمس خيانات السطور ...
و أحلام حبلى بفراق شهي ...
كان الموعد نورا
فانطفأت مصابيح السماء
و ارتدى الغياب سترته الداكنة
وقف على حافة الصمت
منتظرا قطار النهاية القادم من جهة الخوف
هناك خلف بحور الشوق الدامية
تمكث روح جاثية
هنا في كأس منسي على طاولة الجروح
أتلظى قصيدة منتحرة...
بين قسوة الليل و غواية الحروف
لحن كلاسيكي يربت على قلب
أهلكته الدموع ...
أنا و كل كلماتي المتقاطعة
في جدول الحرمان
ندرك جيدا معنى
الوداع منذ البداية...
نحن نتفهم فظاعة الرحيل
و ما يتخلل أصابعه من برود
و ما يحمله الفراغ من ثقل
على صدر تعود الغفران
من نسائم تمر على وجه الشوق
فتلهب فيه معاني اللقاء
من فجر يفتح ضوءه لعيون اعتادت البريق
و نجوم اتقدت في جفن حزين
من قدر احتفى بقلب مكسور
و ورود فتحت أحضانها للغرق ...
من عطر انسكب على طاولة رهان
ففاحت في الفضاء رائحة البكاء ...
من صراخ لا صدى له
غير أنفاسه اللاهثة
من ريح تزمجر بأخبار باردة
تناقلتها أوراق صفراء
من بكاء الزيتون
على أرض ضحك على وجهها الجفاف
من خطى تاهت عن طريق العودة
فتحملت عبء غربتها منفردة
أقول لم أنس و لكني احترفت الكتمان ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق