الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

قد كنت واصفة بقلم المبدع محمد صالح رحيمي

 (البحر البسيط)

شعر : محمد بن صالح رحيمي
قَدْ كُنْتِ وَاصِـفَــةً لِلسَّهْلِ وَ الْوَكَـــــــفِ
فَكَيْفَ لَمَّا وَلَجْتِ الْحَقْلَ لَمْ تَصِـــــــــفِي؟
هَلْ حَارَبَ النَّاقِدُ الْمَأْجُورُ مَلْــــحَــمَـــــةً
وَصَنَّفَ الْهُجْرَ وَ التَّهْرِيجَ مِنْ تُـــحَـــــفِ ؟
يَا رِيــشَةً تَرْتَـوِي الْأَوْرَاقُ مِنْ دَمِــــــــهَا
وَالرُّوحُ مِنْ رِقَّـــةٍ فِيهَا ، وَ مِنْ رَهَــــــفِ
صَرَّحْتِ أَنَّكِ قَدْ أَخْفَيْتِ نَــــاغِـــيَــــــــةً
فَصَارِحِينِي بِمَا أَخْفَيْتِ وَ اعْـــتَـــرِفِـــي
لَأَنَّهَا فِي حَديثِ الْجِدِّ صَادقَــــــــــــــــةٌ
رَدَّتْ بِطَرْفٍ مِنَ الْإِرْهَاقِ مُرْتَـجِــــــــــفِ: ؟
يَا أَيُّهَا النَّسْرُ فَالْأَبْوَامُ وَاهِـــــــمَــــــــــةٌ
وَعَاشِقُ الَّليْلِ لَا يَسْعَى إِلَى هَــــــــــدَفِ
غَارَتْ فَقَالَتْ لَكَ الْأَبْيَاتُ تَــسْـكُــنُــهَـــا
يَا جَهْلَهَا تَـحْـسِـبُ الْأَبْـيَــاتَ كَالْـغُــرَفِ
لَوْ لَمْ يَكُ الْحُرُّ وَ النَّثْرِيُّ أَحْـــجِـــيَــــــةً
مَا قِيلَ مَعْنَاهُ عَنْ أَهْلِ الْعُقُــــولِ خَــفِي
أَذْوَاقُهُمْ مَا اسْتَطَاعَتْ عِنْدَ تَجْـــرِبَــــةٍ
فَرْزَ الْوُرُودِ عَنِ الْأَشْوَاكِ وَ السَّـــعَـــــفِ
فِي الْعَالَمِ الْأَزْرَقِ الْأَلْقَابُ سَامِـــــــــيَـةٌ
كَمْ مِنْ أَدِيبٍ وَ أُسْــتَـاذٍ ،وكَمْ صَـحَــفِي !
كَأَنَّنَا الْيَوْمَ لَا نَحْـتَــاجُ جَامِــــعَـــــــــــةً
فَالْعِلْمُ فِي الدُّورِ وَ الْأَسْوَاقِ وَ الرُّصُـفِ
فُرْسَانُ حَرْفٍ بِلَا حَرْفٍ ، وَ أَغْلَبُــهُــــــمْ
مَا فَرَّقُواْ بيْنَ نَصْلِ الرُّمْحِ وَ الْأَلِــــــفِ
جَوْعَى ، بِلَا ثَمَنٍ يَرْجُونَ جَــائِـــــــــــزَةً
عِنْدَ الطِّوَى تَبْحَثُ الْأَنْعَامُ عَنْ عَــلَــــفِ
فِي رَأْيِهِمْ تُشْرِقُ الْأَنْوَارُ مِنْ ظُـــــــلَـــمٍ
وَالْعِطْرُ منْ دِمَنٍ يَأْتِي ، وَمِنْ جِــيَـــــفِ
يَالَلْقَصِيدَةِ مِنْ نَقْدٍ أَطَـــــــاحَ بِــــــهَـا
ظُلْمَا ، وَ مِنْ قَارِئٍ بِالْجَهْلِ مُــتَّــصِــــفِ !
مَا قُلْتُ نَـثْـرِيَّـةٌ قَدْ عِفْتُ رَوْنَـــــقَـــــــهَا
أَوْ قُلْتُ رُمْتُ عَمُودِيًّا وَلَمْ أَعَــــــــــــــفِ
لَكِنْ فَلَسْتُ أَرَى الْأَوْزَانَ مَانِــــــــعَـــــــةً
فَالْقَلْبُ قَدْ حُفَّ بِالْأَضْلَاعِ وَ الْغُـــلُـــــفِ
خَوْفي عَلى لُغَةٍ ضَاعَتْ قَوَاعِـــــــــدُهَا
وَ الْأَهْلُ يَلْـهُــونَ بِالْأَقْـــلَامِ وَ الصُّحُــفِ
حَدِّثِي الْغِرَّ عَنْ شِعْـرٍ وَ عَنْ لُــــغَــــــةٍ
وَ كَيْفَ كَانَا لَدَى الْأَجْــــدَادِ وَ السَّـلَـــفِ
ثُمَّ اطْلُبِي مِنْ ذَوِي عَقْلٍ مُسَــاعَــــــدَةً
كَمْ بَيْنَ أَهْلِ النُّهَى مِنْ صَـادِقٍ وَ وَفِـــي !
كَيْ أَسْتَطِيعَ بِكَفِّي حَمْلَ نَــــابِــغَـــــــــةٍ
لَابُدَّ مِنْ سَـاعِـدٍ كُفْءٍ ، وَ مِنْ كَــــتِـــــفِ
الشِّعْرُ فِي الْأَدَبِ الْمَكْتُوبِ مِنْ زَمَــــــنٍ
نَوْعَانِ : مِنْ ذَهَبٍ بَحْتٍ ، وَمِنْ خَـــــزَفِ
بِالشِّعْرِ و النَّثْرِ هَذَا الضَّادُ مُنْــتَــعِـــشٌ
وَالْجِسْمُ لَمَّا الْتَوَتْ رِجْلَاهُ لَمْ يَـــقِـــــــفِ
محمد بن صالح رحيمي (من المملكة المغربية) 22/11/2021
الْوَكَفُ : سَفْحُ الْجَبَل - الْهُجْرُ : الهذيان والقبيح من القول-النَّاغية : الكلمة -الرُّصُف : الأرصفة- الطِّوَى : الجوع - الدِّمَن : ج دِمْنة وهي المزبلة - الْغِرُّ : قليل الحكمة و التجربة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة منطقية بقلم المبدعة مليكة بن قالة

 رسالة منطقية وكأنها غفوة جفن في لحظة أرق." وكأنها كابوس مرعب في لحظة أطمئنان." تركتَ بداخلها موتًا يلائم وحدتها." ‏ما عادت ت...